تشهد مهمة تدريس الأبناء ومتابعة تحصيلهم الدراسي يومياً تخاذلاً وتقصيراً وربما غياباً تاماً من قبل الكثير من الآباء، حيث يعتقدون أن دور الأم وحدها يكفي ليكون بوابة تفوق الأبناء.
ورغم حرص الأمهات وتفانيهن إلا أنهن يفتقدن إلى مساندة أزواجهن خصوصاً عندما يكون الأبناء في المراحل الابتدائية، والتي تتطلب من الوالدين مجهوداً كبيراً وتخصيص وقت طويل لمعاونتهم في المذاكرة.
ويؤكد خبراء علم الاجتماع وعلم النفس أن الآباء والأمهات هم المسؤولون عن دعم وإنجاح مسيرة التعليم المنزلي وتحقيق أهدافها المرجوة، كما أن الوالدين هما المعلم الأول والأهم للطفل.
ويرى الخبراء أنه عندما يشارك أولياء الأمور في تدريس أبنائهم فإن مستواهم يتحسن أكاديميا فيحبون المدرسة.
إنه على الأب والأم أن يتعاونا معاً على تدريس الأبناء وذلك وفقاً لخلفيتهما العلمية. واعتبرت أنه من الصعب تخيل أن كل الأمهات متعلمات بالقدر الذي يمكنهن من متابعة المناهج الدراسية المختلفة لأبنائهن لاسيما إذا كانوا في مراحل دراسية مختلفة، وهنا تبرز أهمية مشاركة الأب الذي يسد النقص أو يغطي الجوانب التي تعجز عن تغطيتها الأم.
يخطئ من يعتقد أن متابعة دراسة الأبناء هي من مهام الأم فقط، تماماً كأي مهمة في المنزل، بل إنها مهمة تربوية تحتاج إلى تكامل الأدوار بين الزوجين. أن تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الأب والأم كل بما يستطيع تحمله، فعلى سبيل المثال متابعة الأبناء في المدرسة يجب أن تكون مسؤولية الأب، لأن شخصيته أقوى في نظر أبنائه، ولأنهم يخشونه أكثر ويكون سلوكهم قويماً في الدراسة. وتابعت “إن المرأة أكثر ملاءمة من الرجل في الاعتناء بالتغذية السليمة والنظام الصحي للأبناء”. ونؤكد على ضرورة تواجد الآباء في عملية متابعة التحصيل العلمي للأبناء بعد المدرسة، مما يترك لديهم شعوراً بالالتزام.
ونشير هنا أن متابعة الآباء لدراسة أبنائهم تنطوي على أبعاد إيجابية في ما يتعلق بالجانب التربوي والتعليمي والنفسي، حتى وإن كانت تلك المتابعة محدودة وفي فترات متباعدة، فهي تحقق نوعاً من الاستقرار والتوازن العاطفي والنفسي، وذلك نتيجة التفاعل والمشاركة الحية مع الأبناء وغرس مبدأ التراحم والتعاون والاحترام في المعاملة، وكذلك إبراز دور الأب الفاعل وتأثيره في عملية متابعة التحصيل العلمي لأبنائه، والذي يمنحهم شعوراً بالفخر والاعتزاز.
لكن المعتاد أن تقوم الأم وحدها بمتابعة الدروس اليومية للأولاد في البيت، رغم أن هذه المسؤولية مطلوبة من الشريكين، وليس من المفروض أن يكون هناك نزاع على ذلك، فتدريس الأبناء جزء من حياة الأب والأم على حد السواء، وهما يلعبان دورا فعالا في مساعدة أولادهما من الناحية التعليمية.
إن تغيب الزوج عن متابعة أبنائه عادة سيئة يتبعها أغلب الرجال في مجتمعنا الشرقي، فهم يعتبرون أن الأبناء منذ الحمل وحتى بعد زواجهم هم مسؤولية الأم وحدها، فيحمّلونها مهام التربية والتعليم ومتابعة الدراسة، ومشاكل المراهقة والصراعات النفسية دون أي تعاون، مما يجعلها دائما المسؤولة الأولى والأخيرة عن أي خلل في هذا النظام.
#تربية وأسرة#مهارات _تنموية#مهمة_تدريس _الأبناء